طفلي يُقلدنا :)
طفلي يُقلدنا :)
بسم الله الرحمن الرحيم
طابت أوقاتكم بكل خير ، وارتوت أرواحكم سعادةً كما وأنتم تسعدوني بقراءتكم لتدوينتي وتهتمون لما أكتب ! شكرًا لكم.
موضوع اليوم مختلف قليلًا عن بقية المواضيع
طفلتي «سمو» عندما أصبحت ذات العام والعام وبعض الأشهر ؛ ومنذ فترة وأنا أراقب تغيرات تصرفاتها وطرق تعبيرها من عُمر الى آخر ؛ ألاحظ كثيرًا اختلاف كل ذلك من فترة الى أخرى ؛ ولكنها خلال الأشهر الماضية أصبحت تشدُّ تركيزي بكثرة "التقليد" وخصوصًا لي ولوالدها وعلى الأكثر لي في كل شي "حتى طريقة أكلي ، وإغماضي لعيني أثناء شُربي للماء😆"
وغيرها من التصرفات المقلدة :).
لذلك أصبحت أحاول كثيرًا استكشاف كل ما قد يدفعها ويدفع كل طفل لذلك ، وأريد مشاركتكم ماتوصلت إليه بحرفي وطريقتي.
بدايةً ، ماهو التفسير العلمي للتقليد عند الطفل ؟ وهل هي صفة إيجابية أو سلبية؟
التقليد؛ هو أسلوب تعلّم عند الطفل في مرحلة "الطفولة المبكرة" ، يحاول الطفل من خلاله اكتساب عادات وطباع والديه والمحيطين له من خلاله.
لا يفرق الطفل حينها هل تلك العاده صحيحة أو خاطئة ؛ فقط يحاول محاكاة المحيطين به بكل ما يفعلون ويقولون.
بالطبع هي صفة إيجابية لدى الطفل!👌
إذ أن فشله في التقليد سبب من أسباب التوحد ؛ كما أن التقليد هو سبيل لتكوين الشخصية المستقلة لاحقًا.
ولهذا التقليد مراحل عمرية مختلفة كما ذكر د. سامر الجنيدي:
*أول المراحل هي تلك الأشهر الأولى بعد الولادة ؛ حيث يقلد فيها الطفل تعبيرات الوجوه "ابتسامة ، لسان وغيرها"
*أما المرحلة الثانية فهي عندما يصل الطفل لعمر 8 أشهر حيث يقلد فيها حركات الأيدي والجسد بالعموم . والمثال على ذلك أن يشير باصبعه السبابة ؛ أو يضع يده على فمه مشيرًا على الضحك ..
*بعدها يستمر بتطور حتى عُمر 18 شهر ؛ فيحترف التقليد للأفعال والتصرفات ؛ يدّعي الإنشغال بمكالمة مهمة والده ؛ أو لديها تنظيف كثير للمنزل كوالدتها.
* أما عُمر 3 سنوات: فهُنا يصبح الطفل واعيًا لبعض الأمور مثل كونه رجل كوالده ويريد يذهب إلى العمل ويشتري سيارة حيث يحمل مفاتيح والده ويذهب كمثل والده كل صباح..
والفتاة تحضر السجادة للصلاة وتحاول محاكاة أمها في المكياج والعطور وغيرها تلك التصرفات الكثيرة..
*بالمناسبة قد شدني أن الأنثى تميل إلى تقليد الكلام أكثر من الأفعال ؛ أما الذكر فيميل إلى محاكاة الأفعال أكثر.
*بعد هذا التحليل الطويل للمراحل العمرية للتقليد ؛ لم يكن ذكري لها عبثًا وتكثيرًا للكلام !
بل ليعي كل أم و أب الفترات العمرية لأبنائهم، ويحرصوا كل الحرص على تغذية كل فترة عمرية بتقليد ايجابي ويحملوا أنفسهم مسؤولية كل تصرف سلبي من الطفل.
الطفل لا يأتي بها من لا شيء إنما شاهد وخزَّن وفي وقت ما طبّق..
*الطفل ليس دائمًا يشاهد ويطبق في ذات الوقت ؛ إنما يضع التصرف في ذاكرته وبعد أيام أتى بها في أحد المواضع لتستغرب من أين ذلك ، أو لم نفعل هكذا..
* وعلى ذكر المسؤلية ؛ فإن للتلفاز دور كبير في التأثير على تصرفات وأقوال الطفل ، فعلى كل أم وأب تركيز الجهود حول ما يشاهده أطفالهم ويقلدوه من تلفاز أو أجهزة أخرى
*للتقليد أثر يفوق أثر التلقين والتوجيه بالعديد من المرات فإن أردت أن يفعل طفلك فافعل أمامه ، وإن أردته يقول فقُل بوجوده.
اقرأ ليقرأ ، ونظّم حياتك لينتظم ، وصلِّ ليصلي ، فأنت القدوة المثلى لهذا الطفل..
*الطفل في مرحلته العمريه المبكرة لا يفرق بين الصواب والخاطئ فإما أن يُخزّن لينشأ ، أو يتصرف ويكرر حتى يتعود ..
* الأفعال التي يقلدها طفلي وطفلك هي ليست لحظية بل هي شخصية سوف تنشأ لنا بالمستقبل من تكويننا بقصد أو لا ..
*أخيرًا يقول الدكتور سامر ؛ بأنه من المفترض كلما زاد عُمر الطفل من بعد 3 سنوات زادت استقلالية أفعاله وأقواله وزادت الثقة وطرديًا يقل التقليد؛ حتى ذلك العمر عوامل قوّته واستقلاليته بيدنا إما صحيحة أو خاطئة!..
شكرًا لوصولكم إلى هنا، واستودعكم الله 💛
تعليقات
إرسال تعليق